کد مطلب:240923 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:116

ان لهذا البنیان بانیا
روی الصدوق بإسناده إلی محمد بن عبدالله الخراسانی خادم الرضا - علیه السلام -

«قال دخل رجل من الزنادقة علی الرضا علیه السلام و عنده جماعة فقال له أبوالحسن علیه السلام: أرأیت إن كان القول قولكم و لیس هو كما تقولون، ألسنا و إیاكم شرع سواء؟ و لایضرناما صلینا و صمنا و زكینا... و إن یكن القول قولنا و هو قولنا و كما نقول ألستم قد هلكتم و نجونا؟ قال رحمك الله فأوجدنی كیف هو؟ و أین هو؟ قال: و یلك إن الذی ذهبت إلیه غلط و هو أین الأین و كان ولا أین و كیف الكیف، و كان ولا كیف فلا یعرف بكیفوفیه، ولا بأینونیة و لایدرك بحاسة و لایقاس بشی ء، قال الرجل: فإذا أنه لاشی ء إذا لم یدرك بحاسة من الحواس فقال أبوالحسن علیه السلام، و یلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبیته و نحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أیقنا أنه ربنا و أنه شی ء بخلاف الأشیاء، قال الرجل: فأخبرنی متی كان؟ قال أبوالحسن علیه السلام: أخبرنی متی لم یكن فأخبرك متی كان؟ قال الرجل: فما الدلیل علیه؟ قال أبوالحسن: إنی لما نظرت إلی جسدی فلم یمكنی زیادة و لانقصان فی العرض و الطول و دفع المكاره عنه و جر المنفعة إلیه علمت أن لهذا البنیان بانیا فأقررت به مع ما أری من دوران الفلك بقدرته و إنشاء السحاب و تصریف الریاح و مجری الشمس و القمر و النجوم و غیر ذلك...» [1] .

أما تمثل الرضا علیه السلام للجسد بأن له خالقا قادرا عالما بما بناه البانی لافتقار كل بناء إلی بان فبدلیل العقل و الوجدان فإذا ضم الأمران أی الأول و هو صغری القیاس و الثانی و هو كبراه نتج قوله علیه السلام: «أن لهذا البنیان بانیا فأقررت



[ صفحه 153]



به» و هو الله جل جلاله لأن غیره من الخلق المجسد أیضا هو بناء یفتقر إلی بان كما افتقر جسدی و ما حواه إلیه فلا یصلح أن یكون ذلك بانیا له و لالی بل لابد من كون البانی غنیا بذاته لایفتقر إلی بان و لیس هو إلا الله الغنی القادر بالغنی و القدرة المطلقة.

و هذا من أبین البراهین التی نراها بالعیان و بالعقل والوجدان لأن نفس الإنسان أقرب شی ء إلیه من بین الأشیاء علی أن روحنا روح الله عزوجل الذی نفخه فینا كما قال تعالی: «نفخت فیه من روحی» [2] ممزوج مع نور الإیمان لانور إلا نور واحد و هو نور روح الله جل جلاله المنفوخ فی الإنسان و من العجیب أنه به عاش ما عاش و هو جاهل لایعلم ما هو.



[ صفحه 154]




[1] عيون أخبار الرضا 108:1.

[2] الحجر: 29، ص: 72. ففي صادقي: «... فليست بالتي نقصت من الله شيئا هي من قدرته» تفسير الصافي 902:1.

و آخر «أنه سئل عن الروح فقال: هي من قدرته الملكوت». المصدر ص 903 و آخر: «مثل المؤمن و بدنه كجوهرة في صندوق إذا أخرجت الجوهرة طرح الصندوق و لم يعبأبه. و قال: إن الأرواح لاتمازج البدن و لاتداخله إنما هي كالكلل للبدن محيطة به» و آخر: «قيل: أفيتلا شي الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق؟ قال: بل هو باق إلي يوم ينفخ في الصور». تفسير الصافي 903:1.